في ظل تصاعد التوترات في المنطقة جراء العدوان الإسرائيلي الخامس على قطاع غزة، أكد بشير عبد الفتاح، الكاتب والباحث السياسي، أن الجهود المصرية لم تتوقف منذ اليوم الأول لمواجهة هذا التصعيد. فمع اندلاع العدوان في الثامن من أكتوبر 2023، انطلقت القاهرة بمبادرات دبلوماسية هادفة لنزع فتيل التوتر وخفض التصعيد، محذرة من إمكانية تطور المواجهات إلى حرب إقليمية شاملة أو فتح جبهات جديدة.
عبد الفتاح أشار إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية توسعت من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، ثم امتدت إلى جنوب لبنان وإيران. في هذا السياق، اعتبر أن الرؤية الاستباقية للقاهرة كانت محورًا رئيسيًا في محاولة احتواء هذا التصعيد، حيث كانت تسعى منذ البداية إلى تجنب تفاقم الأوضاع.
كما تناول عبد الفتاح المبادرات التي قدمتها القاهرة، والتي تشمل رؤى وتصورات لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، بالإضافة إلى إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وبدء عمليات إعادة الإعمار. وأكد على أن هذه الجهود تعكس التزام مصر بمسؤولياتها الإقليمية.
وتابع عبد الفتاح بالإشارة إلى أن القاهرة طالبت بضرورة استئناف المفاوضات لإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 1967، مع العاصمة القدس الشرقية. وهذا يعتبر خطوة أساسية نحو تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، والتي تُعد بمثابة مفتاح لمنع تكرار المواجهات.
في الختام، يبرز دور مصر كفاعل رئيسي في السعي نحو السلام والاستقرار في المنطقة، عبر جهودها المستمرة لتحقيق تسويات عادلة ومستدامة، مما يعكس التزامها بالأمن الإقليمي.